أنت الآن هنا :
الصفحة الرئيسة > القطاع المحفوظ > قصر غرداية > النظام التقليدي لتقسيم مياه السيل

النظام التقليدي لتقسيم مياه السيل

لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك الشيخ حمو والحاج سنة 1707م. يقع هذا النظام بمشارف الواحة على بعد حوالي 4 كلم غرب قصر غرداية.

 

تتجمع مياه السيل بطريقة طبيعية عبر حوض وادي ميزاب الذي يمتد مئات الكيلومترات بأعالي الوادي حتى وصول المكان المسمى "أملاقا" وهو نقطة التقاء وتجمع واديين هامين هما واد لبيض وواد لعذيرة. في هذا المستوى قام "الأمناء" (وهم الذين يقومون بتسيير نظام تقسيم المياه) ببناء أول منشأة للري تهدف إلى تخفيف سرعة تدفق مياه السيل للتحكم فيها وتحويلها لسقي البساتين وسد "بوشن" لتغذية الطبقة الجوفية، ويتم تحويل المياه الزائدة نحو مجرى وادي ميزاب إلى أن تصل إلى العطف. 

 توزيع وتقسيم المياه في البساتين يتم بواسطة سواقي تحت الأرض "تيسنباض أنبوشمجان" والتي تتكون من خمسة سواقي رئيسية مهيأة بمنافذ للتهوية وتستعمل أيضا للتنظيف. كل ساقية توصل الماء إلى حي من الواحة داخل أزقة ضيقة تتحول أثناء السيل إلى سواقي أين توجد في قاعدة جدران البساتين فتحات صغيرة للسقي وهي بمقاييس دقيقة حسب مساحة البستان وعدد نخيله. والجدير بالذكر أن هذه الواحة الاصطناعية وجدت من العدم بفضل هذا النظام الرائع والعبقري.

تعتبر الواحة رئة المنطقة وتقوم بتكوين نظام بيئي وبيولوجي متوازن، وهي في السابق بمثابة مدينة الصيف للاستجمام والراحة. توجد بالواحة عدة أبراج، لها دور هام في المراقبة والحراسة والوقاية من أخطار الفيضانات، كما تتصل ببعضها البعض وبالقصور الأخرى.

يتكون نظام تقسيم مياه السيل من السدود، الحواجز، السواقي، القنوات والآبار، وهذه المنشآت أنجزت منذ أكثر من سبعة قرون، وتتميز بدقتها الكبيرة، مما تمكن من استغلال المياه واستعمالها بطريقة عقلانية وعادلة لسقي البساتين وخاصة النخيل.

Partager cet article:

العودة ...